نساء لا ككلّ النّساء

عندما كنت يافعا و على مرّ سنوات الجمر، رسخت في ذاكرتي البعيدة صور انطبعت في وجداني و أصبحت تمثّل المورد الّذي أطفىء منه ظمئي كلّما تيبّس ريقي و حاصرتني الضّغوطات............................................................................ز

من أجمل الصور وكم هي كثيرة ، صورة أمّي ، صورة امرأة لا ككلّ النّساء ، صورة امرأة تختزل كلّ النّساء. أمّي لم تطأ قدماها مدارج العلم و المعرفة الأكاديميّة ، لكنّها نهلت من مدرسة الحياة ، من مدرسة الواقع المعيش فحنّكتها و زوّدتها برصيد من المعارف و الخبرات
أمّــــــــــــــــــــــي أميّة، ففي أمّيتها عظمة و في حديثها بلاغة، وفي حركاتها وقار ، وفي قراراتها جرأة...... أمّي و المسؤوليّة صنوان، فهي العقل المدبّر للعائلة في غياب عائلها ،وهي المسؤولة عن دراسة و نجاح أبنائها ، وهي المتصرّفة بحنكة في المبالغ الماليّة القليلة في حال توفّرها........الأعمال الفلاحيّة الشّاقّة حسب الفصول من اختصاصها ، و العناية بالشّويهات من أوكد اهتماماتها ، ، و نجاح أبنائها من أهمّ أولويّاتها .....أتذكّر يا أمّي ، لا بل قولي الصورة ماثلة أمامي بجزئيّاتها و تفاصيلها الدّقيقة.....فقط أسألك و لا أبتغي جوابا كم وزرة أو برنسا نسجت يداك، وفي ذلك رفاهيّة ماديّة نسبيّة للكلّ............ وتمرّ السّنون و تتتابع و تتعاظم المسؤوليّة ، فتزداد أمّي إصرارا ، ففي إصرارها تأكيد للذّات ، وفي تحدّيها مغالبة للظّروف ...............كم كنت صبورة يا أمّي ، كم كنت قادرة على ترتيب الأولويّات، لكم سعيت إلى خلق توازن مفقود أصلا بين الموجود و المنشود ، دفنت كمّا من العذابات رغبة في عدم بروزها على السّطح ، بإيجاز شديد لقد عشت لنا ومن أجلنا..........ثقافتك يا أمّي لا يرقى إليها شكّ ، إنّها ثقافة الحياة، لقد أخذت من كلّ شيء بطرف. فكم أنا فخور بك ، فأنت للفخر أسمى العناوين ، ........في الختام أقول أطال الله عمرك و متعك بالصحّة ومن خلالك تحيّة راقية إلى كلّ نساء بلادي..........نساء لا ككلّ النّساء......................... وإلى اللّقاء

شكرا سي خالد على هذا التعريف بذكراياتنا ومعاناة امهاتنا .. ليس عندي مااضيف ... لكن اقول .... تحية شكر وتقدير واحترام ووفاء واعتراف بالجميل واعتزاز لكل امهاتنا ...